بهجة جدة.. مشروع ثوري يعدل مناخ المدينة ويحوّل صيفها الحار إلى أجواء ربيعية معتدلة ويقلل من معدلات الرطوبة

مشروع “بهجة” في جدة، يمثل نقطة تحول نوعية في التطوير الحضري بالمملكة العربية السعودية، إذ أطلقته أمانة جدة ضمن توجه المملكة لتحسين جودة الحياة والارتقاء بالمشهد العمراني، ويأتي هذا المشروع الرائد كخطوة جادة لتحقيق رؤية المملكة 2030، ويهتم موقع الدقهلية نيوز بتسليط الضوء عليه بكل تفاصيله، محاولة تقديم صورة شاملة حول أهم منجزاته وأثره على المجتمع والبيئة في جدة.

ما هو مشروع “بهجة”؟

يُعد مشروع “بهجة” واحدًا من أكثر المبادرات طموحًا التي أطلقتها أمانة محافظة جدة من أجل “أنسنة” المدينة وتعزيز جاذبية المساحات المفتوحة وتحويلها إلى بيئة حضرية متكاملة. يهدف هذا المشروع لتحويل الفراغات المهملة إلى حدائق ومتنزهات نابضة بالحياة، ما يعكس سعي المدينة لتبني نموذج عمراني يضع الإنسان في قلب التنمية.

المبادئ الأساسية لمشروع بهجة

يرتكز مشروع “بهجة” إلى خطة تطوير شاملة تسعى لاستثمار كل شبر غير مستغل داخل جدة، بدءًا من المساحات العشوائية وحتى الواجهات البحرية والمناطق القريبة من الشوارع الرئيسية، ويمتد هذا العمل لخلق هوية عمرانية متناغمة تجمع بين الجمال والترفيه والاستدامة.

أبرز الأهداف الاستراتيجية للمشروع

بحسب المتحدث باسم أمانة جدة محمد بن عبيد البقمي، يعمل المشروع على تحقيق مجموعة أهداف رئيسية تشمل:

• تعزيز ارتباط السكان ببيئتهم: خلق مساحات تمكّن الأفراد من الشعور بالراحة والانتماء.
• تجميل المشهد البصري: توفير تصميم عمراني يعكس جمال الهوية المعمارية للمدينة.
• دمج الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية: تصميم الساحات العامة بأسلوب يجمع بين الترفيه والثقافة والرياضة.
• تعزيز الصحة العامة: إضافة مسارات للمشي ومناطق خاصّة للأنشطة البدنية.
• دعم الهوية المحلية: تصميم المساحات الخضراء وميادين الترفيه بطريقة تبرز الطابع الثقافي لجدة.

كيف يُغير المشروع مناخ جدة؟

يتبنى “بهجة” مفهوماً مبتكرًا يستهدف تخفيف حدة المناخ القاسي خلال الصيف وتحسين جودة الهواء بفضل زيادة المساحات الخضراء. هذا الدور لا يقتصر على تحسين المنظر فقط، بل يمتد لتحسين المناخ المحلي، ما قد يحوّل أجواء الصيف إلى فصل أكثر اعتدالاً ويحد من الرطوبة العالية بالمدينة.

أمثلة عملية على نجاح المشروع

طبقت أمانة جدة عدة مبادرات متكاملة بالتوازي مع مشروع “بهجة”، منها تطوير حي البغدادية الشرقية، حيث تم ربطه بشكل متناغم مع منطقة جدة التاريخية، ليشكل هذا المثال نموذجًا في ربط الماضي بالحاضر وتحقيق التكامل بين عناصر المدينة العمرانية والثقافية.

النتائج المحققة على أرض الواقع

شهدت جدة طفرة في البنية التحية والخدمات الترفيهية نتيجة هذا المشروع المتميز، ومنها:

1. تطوير خمس واجهات بحرية وتحسينها بمواصفات عالمية للترفيه.
2. إنشاء أكثر من 442 حديقة حضرية موزعة بشكل عادل داخل المدينة.
3. تدشين حدائق بارزة مثل حديقة الأمير ماجد وحديقة السجى كوجهتين عائليتين.
4. تنفيذ مسارات مشي متكاملة ومزودة بمرافق خدمية متطورة لتشجيع ممارسة الرياضة يوميًا.

اعتماد جدة كمدينة صحية عالمية

برعاية مشروع “بهجة” والجهود المتواصلة التي بذلتها أمانة جدة في تطوير المشهد الحضري وتطبيق المعايير البيئية والصحية العالمية، حصلت مدينة جدة على شهادة “المدينة الصحية” من منظمة الصحة العالمية، ليصبح ذلك دليلاً على التزام الجهات المعنية بتوفير بيئة آمنة ومتوازنة وصحية لسكانها.

جدة المستقبل

يمتد الأثر الإيجابي لمشروع “بهجة” على الأجيال القادمة، حيث أصبح نموذجًا سعوديًا يُحتذى به في تحويل المساحات المهملة إلى أماكن مليئة بالجمال والفعاليات لخدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية 2030، فأصبحت جدة فضاءً حضرياً نابضاً بالحياة والابتكار.

أهم ميزات مشروع “بهجة”

• يجمع بين تحسين جودة الحياة وتجميل المشهد البصري.
• يوفر بيئة صحية متكاملة تدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية.
• يستثمر المساحات غير المستخدمة لصالح السكان.
• يدعم السياحة ويعزز الهوية المعمارية والتراثية لجدة.
• حصل على اعتماد دولي من منظمة الصحة العالمية.

بهذا التحول النوعي، يستمر موقع الدقهلية نيوز بمتابعة أحدث تطورات “بهجة” وجميع مشاريع أنسنة المدن السعودية، ليبقى القارئ دائمًا على اطلاع بالخطوات الفعلية نحو مدينة مستقبلية صحية ومستدامة.