البنك المركزي يكشف الحقيقة الكاملة: هل تم إلغاء العملات البلاستيكية فعلاً؟

في الوقت الذي اشتعلت فيه منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن “عودة العشرة جنيهات الورقية” واختفاء شقيقتها البلاستيكية، خرج البنك المركزي المصري ليضع النقاط فوق الحروف ويُغلق باب الجدل تمامًا.

فما حقيقة ما جرى؟ هل ودّعنا العملات البلاستيكية سريعًا؟ أم أن الأمر برمّته مجرد سوء فهم؟ الدقهلية نيوز توضح لك التفاصيل الكاملة.

شائعات تنتشر.. والبنك المركزي يرد

شهدت الأيام القليلة الماضية تداول صور لعملة ورقية فئة 10 جنيهات، تحمل أرقامًا وتواريخ حديثة، ما الأمر أثار تكهنات واسعة بأن البنك المركزي اتخذ قرارًا بالتراجع عن العملات المصنوعة من البوليمر، واستبدالها بالكامل بالإصدار الورقي القديم لفئتي العشرة والعشرين جنيهًا.

هذه الأنباء انتشرت كالنار في الهشيم، وأثارت تساؤلات وبلبلة بين المواطنين حول مصير العملات الجديدة، ومدى صحتها، وهل يُفترض التخلص منها أم لا؟

إلا أن البنك المركزي المصري سارع بإصدار بيان حاسم، أكد فيه أن جميع العملات من فئتي العشرة والعشرين جنيهًا، سواء كانت بلاستيكية أو ورقية، ما زالت صالحة للتداول الرسمي ولا صحة لإلغائها أو وقف طبعها.

هل توقفت طباعة العملات البلاستيكية؟

الإجابة القاطعة من “المركزي” كانت: لا.

فالعملات البلاستيكية ما زالت تُطبع، وتُستخدم جنبًا إلى جنب مع العملات الورقية. ومع ذلك، أوضح البيان أن حجم تداول العملات الورقية قد يكون زاد نسبيًا في بعض المناطق، لكنه لا يعني أبدًا التخلي عن العملات البلاستيكية أو سحبها من السوق.

لماذا طُرحت العملات البلاستيكية من البداية؟

هنا يجب أن نتوقف أمام سؤال مهم: لماذا لجأ البنك المركزي إلى العملات البلاستيكية؟

الإجابة تتعلق بجوانب اقتصادية وفنية شديدة الأهمية، إذ أن العملة البلاستيكية المصنوعة من البوليمر تتميز بعدد كبير من المزايا التي تجعلها أكثر كفاءة واستدامة:

عمر افتراضي أطول: تدوم العملات البلاستيكية حتى 3 أضعاف نظيرتها الورقية، مما يقلل من الحاجة لإعادة الطباعة، وبالتالي يُخفض التكاليف على المدى الطويل.

• صعوبة التزوير: تصميمها المعقد يجعل من مهمة تزويرها أمرًا بالغ الصعوبة، ما يوفر طبقة حماية إضافية للنظام النقدي.
• مقاومة للبلل والأتربة: على عكس الورقية، لا تتلف بسهولة، وتتحمل ظروف التخزين والاستخدام اليومية بكفاءة.
• صديقة للبيئة: يمكن إعادة تدويرها، وتُعد أكثر استدامة على المستوى البيئي.
• مظهر حديث ومتطور: العملات البلاستيكية تحمل تصاميم عصرية تعكس روح العصر، وتتماشى مع خطط الدولة للتحول إلى مجتمع غير نقدي.

هل هناك نية لإلغاء العملات الورقية؟

البنك المركزي لم يُشر إلى وجود أي نية لإلغاء العملات الورقية في الوقت الحالي، بل أكد أن كلا النوعين – الورقي والبلاستيكي – سيظل متاحًا للتداول، وهو ما يمنح المواطنين مرونة في الاستخدام دون قلق أو ارتباك.

في النهاية.. لا تصدق كل ما يُنشر

من المهم التذكير بأن الشائعات المتعلقة بالشأن الاقتصادي، خاصة ما يخص النقود والعملات، لها أثر مباشر على المواطنين وثقتهم بالنظام النقدي.

لذلك، يُنصح دومًا باللجوء إلى المصادر الرسمية قبل تداول أو تصديق أي معلومات.

فالبنك المركزي وحده هو الجهة المخولة بالتصريحات الرسمية بشأن السياسات النقدية، وأي حديث آخر خارج هذا الإطار، لا يُعتدّ به.